أرقام واحصائيات لقاء الاهلى والزمالك ... التعادل نتيجة عادلة

من العادات السيئة لدى اللاعب المصرى يحتاج الى أعوام .. بل قرون ، وعلى الرغم من التغيير الكبير الذى حدث فى مفاهيم لاعب كرة القدم المصرى فى الأعوام القليلة الماضية ، وربما كان جوزيه والاهلى هو سبب فى ذلك ،الا أن أداء لاعبى الأهلى فى هذه المباراة أكد أن اللاعب المصرى متمسك بعاداته لأقصى حد ، وهو ما جعل جوزيه – وربما هى مرة نادرة – يخرج عن شعوره ويهاجم وينتقد بشدة أداء لاعبيه !!

فلاعبو الاهلى ضمنوا الصعود للدور قبل النهائى ، وبات أمر اعتلائهم لصدارة المجموعة شبه محسوم ، وبالتالى جاء الاداء موازيا لطريقة التفكير لدى معظم اللاعبين ، كما أنهم نفسيا باتوا موقنين بامكانية الفوز على الزمالك فى أى وقت وأى مرحلة بمنتهى السهولة .. وهو الخطأ الكبير الذى أشار اليه جوزيه ، لأنك عندما تحترم المنافس تؤدى أفضل أداء .. وعندما تبحث عن الفوز فقط ولا شئ غيره سواء أثرت النتيجة على وضعك فى المجموعة أو لم تؤثر – وهو ما زرعه جوزيه فى نفوس لاعبيه وزرعه اللاعبون فى نفوس جماهيرهم التى باتت لا ترضى سوى بالفوز قدر المستطاع بالطبع – وقتها تؤدى وتفوز وتمتع الجميع ..

وعليه ، فقد شاهدنا اللقاء وأحداثه .. وخاصة الانقلاب الحاد فى المستوى من جانب لاعبى الاهلى فى الشوط الثانى والذى بدا وكأنه شوط فى مباراة أخرى غير التى شاهدناها فى الشوط الاول ، ولا أعنى أن الأداء كان متميزا للغاية فى الشوط الأول ، نعم كان هناك تسيد شبه كامل على مجريات الشوط الاول ، الا أن اللاعبين لم يطوروا الاداء لاحراز أهداف أخرى .. بل لم تكن هناك الا محاولات نادرة على الرغم من الهدف المبكر ، الذى اعتبرته هدفا كان فى مصلحة الزمالك وليس الاهلى الذى بدأ يلعب لعبا استهلاكيا بعد الهدف !! ... وهو ما لم نراه من قبل وهذا ما جعل جوزيه يستشيط غضبا .

ولا نريد أن ننقص من مجهود لاعبى نادى الزمالك ، بل قدموا أداءا جيدا جدا فى فترات طويلة من اللقاء ولم يدب اليأس فى نفوسهم – كما عودونا طوال 4 سنوات ماضية – بعد هدف فلافيو فى أول 10 دقائق ، وحاولوا الوصول الى مرمى أمير فى بضعة مناسبات ، وعامة كانت فرص اللقاء قليلة ، حتى استطاعوا تسجيل التعادل فى آخر الشوط الأول ثم التقدم فى أول الشوط الثانى ، حتى انتفض أبو تريكة فى الملعب ليفيق لاعبيه ويتعادل الاهلى ويضغط لكى يحرز هدفا ثالثا ، الا أن النتيجة النهائية أراها عادلة – على الرغم من أداء الحكم السئ – لأن الاهلى لم يتعب من اجل تحقيق الفوز وأدى الزمالك فى حدود المتاح .

** تساوى الفريقان فى عدد التسديدات بين القائمين والعارضة ، 3 تسديدات لكل فريق ، ومنها كانت كرتين تقريبا بالكربون ، ومن ركلة ركنية لكل فريق .. تصدى لهما عبد الواحد وأمير ببراعة من تسديدة رأسية لرامى عادل ( قـ 29 ) وجمال حمزة ( قـ 34 ) على الترتيب .... وهو رقم ضئيل يدل على أن المباراة كانت فى معظم أوقاتها صراع فى وسط الملعب وبالفعل كانت مباراة تكتيكية من المقام الاول .

** سدد لاعبو الاهلى مرتين خارج المرمى ، بينما سدد الزمالك مرة واحدة فقط ... حيث استطاع دفاع الفريقين ابعاد المهاجمين عن منطقتى الجزاء مما لم يمكنهم كثيرا من التسديد .. وحتى هذه التسديدات كانت بعيدة الى حد كبير عن المرمى باستثناء كرة ( أسامة حسن ) فى الدقيقة 61 والتى علت عارضة أمير بقليل .

** تم احتساب 24 خطأ ضد لاعبى الاهلى ، بينما 12 فقط ضد لاعبى الزمالك !! .. وهما رقمان عجيبان بالفعل ، لأن لاعبى الزمالك مارسوا عنفا كبيرا ضد بعض لاعبى الاهلى ( بركات وأحمد حسن الأكثر تعرضا للعنف ) وفى أغلب هذه الكرات كان يجب استخدام الكرت الأصفر الا ان "ماييه" تغاضى كثيرا جدا عن انذار لاعبى الزمالك ! .. فى حين أن معظم الأخطاء المحتسبة ضد لاعبى الاهلى كانت غير مفهومة ، وهو ما استفز اللاعبين والجهاز كثيرا !

** 3 مرات يتم فيها جذب بركات من الفانلة ( محمد أبو العلا ، أسامة حسن ، أحمد عبد الرؤوف ) ، وجذب واضح جدا على حدود المنطقة من ( أحمد عبد الرؤوف ) ضد "أحمد حسن" .. ولم يفكر حكم اللقاء فى اشهار كارت أصفر مستحق تماما !! الدقائق ( 16 ، 17 ، 38 ، 40 ) !! ... وبالطبع كانت ركلة الجزاء الواضحة لأبو تريكة ، والتى أوضحت الاعادة أنه تمت عرقلته من جانب محمد أبو العلا ، وهو ما وضع الكثير من علامات الاستفهام حول أداء الحكم !

** لا أذكر عدد المرات التى سقط فيها "جمال حمزة" داخل منطقة جزاء الاهلى مطالبا بركلات جزاء وهمية ، وان كنت أعتقد أنها تجاوزت 3 مرات ، والطريف أن منها مرتين متتاليتين فى وقت ضئيل جدا .. وكان يستحق انذارات وليس انذارا واحدا فقط!

** تم احتساب 3 ضربات ركنية للزمالك مقابل 4 للأهلى ، شكلت معظمها بعضا من الخطورة وان لم ترتقى لفرص مؤكدة لاحراز الاهداف ، وكانت أجملهما الركنيات المذكورة فى النقطة الأولى .

** 4 تسللات محتسبة على لاعبى الاهلى ، و 3 تسللات محتسبة على لاعبى الزمالك ... وأعتقد أن أداء حاملى الراية كان جيدا جدا وأفضل بمراحل من حال حكم الساحة .. وتعليقا على تلميح البعض – القليلون – من أن هدفى الأهلى من تسللين ، وبمنتهى الحيادية شاهدت الهدفين عدة مرات وتأكدت أن لحظة رفع الكرة من جيلبيرتو فى الهدف الأول كان فلافيو فى مكان سليم تماما ، وتمريرة فلافيو لأبو تريكة كانت سليمة تماما بل كان هناك لاعبين من الزمالك يغطيان أى تسلل على أبو تريكه ..

** نسبة الاستحواذ كانت متقاربة جدا ، نظرا لتبادل السيطرة بين الفريقين .

** لعب الاهلى بطريقته المعتادة ( 3 – 4 – 2 – 1 ) ، وان كنت أعتقد أن اشراك بركات حرا فى الوسط من البداية مع الدفع بأحمد صديق كان من الممكن أن يمنح الاهلى حلولا أكثر وأفضل ، وشارك بركات كثيرا فى الشوط الاول باتجاه وسط الملعب مع ميل أنيس بوجلبان نحو اليمين لتغطية انطلاقات بركات ، الا أن هذا أدى الى مساحات فى الجبهة اليمنى ومنها جاء الهدف الاول .... وبعد أن فطن جوزيه الى ذلك ، دفع بأحمد صديق بدلا من أحمد حسن .. وبعد هدف الزمالك الثانى ، بادر بادخال معوض ليكون ظهيرا أيسرا مع الدفع بجيلبيرتو فى وسط الملعب لاستعادة السيطرة التى فقدها الاهلى طوال النصف الاول من الشوط الثانى !! .. مع وجودهما سويا فى هذه الجبهة لايقاف أى خطورة من الناحية اليمنى للزمالك .

** جبهة ( أحمد غانم – محمد عبد الله ) ضغطت كثيرا على جيلبيرتو فى ظل عدم معاونته بصورة جيدة من رامى عادل – البعيد عن المباريات – وخاصة فى الاوقات التى هبط فيها أداء عاشور ، بينما كانت تحركات بركات الهجومية ناحية اليمين وعدم تغطيته جيدا من بوجلبان مع الضغط من ( محمد ابو العلا- أسامة حسن ) هى سبب اهتزاز هذه الجبهة لبعض الوقت .

وبعد نزول أحمد صديق واقتراب وائل جمعة منه قليلا أغلق الجبهة بعض الشئ .. وخاصة مع استعادة لاعبو الاهلى لتركيزهم فى النصف الثانى من الشوط الثانى حينما شعروا بحرج الموقف فى ظل تشجيع حماسى هائل من جماهير الاهلى .

** أحمد حسن كان مراقبا بعنف ، حاول كثيرا الا أن الارهاق والمجهود المبذول منه طوال الفترة الماضية يؤثر عليه كثيرا ، وأعتقد ان الفرصة سانحه لمنحه بعض الراحة ومعه عدة لاعبين أساسيين فى اللقاء القادم بكل تأكيد والذى لا يهم الاهلى فى أى شئ ...

** دفاع الاهلى تدور حوله علامات استفهام ، بعد أداء بدون تركيز طوال اللقاء وكانت الكرات العالية – العادية – التى تأتى من مرمى الزمالك نحو مرمى الأهلى تشكل خطورة كبيرة نظرا للتعامل معها برعونة وعدم عناية ... وأجوجو وجمال حمزة تحركوا كثيرا وأرهقوا الدفاع فى ظل عدم تمركز جيد ...

** النتيجة النهائية مستحقة ، وان كان الجميع ينتظر الأفضل – والذى ظهر بطريقة جيدة فى لقاء ديناموز بزيمبابوى – و أعتقد أن التبريرات النفسية للاعبى الاهلى المتأهلين ولاعبى الزمالك المتحفزين هى السبب الرئيسى فى ظهور المباراة بهذا المستوى.